وحين نتقدم خطوات الى الامام ونصل الى موسى وقومه بتي اسرائيل فاننا نجد ان القرأن يخبرنا بما لا يدع مجالا للشك بأن موسى كان مسلما وقد طلب من قومه أن يكونو على دين الاسلام وجاء ذلك في الاية رقم 84 من سورة يونس (وقال موسى يا قوم أن كنتم أمنتم بالله فعليه توكلو أن كنتم مسلمين ) وكذلك قومه وهم بنو اسرائيل حيث اوضح القرأن بانهم لم يكونو على دين غير دين الاسلام وقد جاء ذلك واضحا في الاية 126 من سورة الاعراف في خطاب بني اسرائيل لفرعون ( وما تنقم منا الا ان امنا بايات ربنا لما جاءتنا ربنا افرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ) فلو كانو يهودا ولهم ديانة تسمى اليهودية لقالو توفنا يهودا بدل قولهم توفنا مسلمين ، بل ان حتى فرعون نفسه كان يعرف أن موسى يدعو للاسلام وان الدين عند الله هو الاسلام وقد جاء ذلك واضحا في الاية رقم 90 من سورة يونس ( وجاوزنا ببني اسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين) فقول فرعون في نهاية الاية وانا من المسلمين تدل على ان فرعون كان يعرف بان دين بني اسرائيل هو الاسلام وليس اليهودية وانه هو الدين الحق .
وحين نتقدم خطوة اخرى للامام نجد ان سيدنا سليمان ايضا كان من المسلمين وكان يدعو للاسلام وجاء ذلك في الايتين 30 -31 من سورة النمل (انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم 30 الا تعلو عي واتوني مسلمين ) ونحن نعلم ان سيدنا سليمان هو ابن سيدنا داوود وهما لهما اهمية قصوى في التراث اليهودي حتى ان النجمة التي يضعونها على علم دولتهم يقولون انها نجمة داوود وقول سيدنا سليمان واتوني مسلمين تدل على انه كان مسلما يدعو للاسلام وهذا ما فهمته ملكة سبأ ولذلك قالت في الاية 44 من نفس السورة وهي سورة النمل ( قالت ربي اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) ومن فائق ذكاء هذه المراة علمت ان الاسلام انما يكون لله رب العالمين وليس لسليمان بل مع سليمان وكذلك اذا كان سيدنا سليمان كان مسلما فلزاما سينا داوود كان مسلما ايضا .
وان تقدمنا خطوات اخرى الى الامام حتى نصل الى سيدنا المسيح عيسى ابن مريم سنجد ان سيدنا عيسى ايضا كان من المسلمين وكذلم اتباعه كانو من المسلمين وقدجاء ذلك واضحا في الاية رقم 52 من سورة ال عمران حين قال الله سبحانه ( فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله امنا بالله واشهد بانا مسلمون ) فلو كان اتباع المسيح مسيحيون الديانة لقالو واشهد بانا مسيحيون لكن قولهماشهد بانا مسلمون تدل على ان المسيح واتباعه كانو يعلمون ان الدين الحقيقي هو الاسلام او بمعنى اخر كانو يعلمون ان اسم الدين الذي جعله الله هو الاسلام وليس أي اسم اخر كما ان الاية السابقةتدل على ان تسمية نصارى كانت بسبب قولهم نحن انصار الله ولانهم نصرو الله سمو نصارى وليس لان ذلك دين وكذلك ليس كما يعتقد البعض ان سبب تسميتهم نصارى نسبة الى مدينة الناصرة .
وحين ناتي الى اخر الرسالات وهي رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نجد ان الاسلام ليس دينا حديثا جاء ليلغي وينسخ اديان اخرى سابقة بل نجد ان الاسلام دين قديم جاء الرسول ليؤكده وليكمل شريعته فقط ولذلك جاءت عدة ايات لتؤكد على هذا المعنى ومن ذلك الاية رقم 136 من سورة البقرة حيث يقول الله سبحانه ( قولو امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ) فهذه الاية العظيمة قد اجملت كل الموضوع الذي كتبته لان الله عزوجل لم يقل فيها اني انزلت لكم دينا جديدا لينسخ كل الاديان السابقة ولكنه سبحانه امرنا جميعا ان نعلن صراحة ونقول اننا امنا بما انزل الينا وكذلك ما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما توتي النبيون من ربهم وفي هذا اجمال لكل الانبياء السابقون وطلب ان لا نفرق بين احد منهم ثم ختم ذلك كله بقوله ونحن له مسلمون لأن هؤلاء جميعا دينهم واحد وهو الاسلام . بل أن رسول الله نفسه قد امره الله تعالى بنفس الشئ وذلك في الاية رقم 84 من سورة ال عمران في قوله تعالى ( قل امنا بالله وما انزل علينا وما انزل على ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ) والاية واضحة وفيها يأمر الله سبحانه الرسول باتباع نفس الدين الذي اتبعه السابقون من الرسل والنبيين وان الجميع على دين واحد وهوالاسلام ولذلك قال الله تعالى في الاية رقم 46 من سورة العنكبوت حيث قال ( ولا تجادلو اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلمو منهم وقولو امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون) وقول الله تعالى الذي انزل الينا وانزل اليكم يدل على ان نفس الذي انزل الينا هو نفس الذي انزل اليهم ولم يفرق الله سبحانه بين ما انزل اليهم وما انزل الينا وهؤلاء هم اهل الكتاب وهذا يدل على الاسلام كان قبل محمد صلى الله عليه وسلم ويؤكد ذلك قول الله سبحانه ( واذا يتلى عليهم قالو امنا به أنه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين ) فقولهم انا كنا من قبله مسلمين تدل دلالة قاطعة وواضحة على ان الاسلام كان من قبل ان ينزل القران ومن قبل ان يبعث محمد صلى الله عليه وسلم وهو الدين القديم الازلي وكذلك هو الدين الابدي الذي لم يكن دينا قبله ولن يأتي دينا بعده ولذلك قال الله سبحانه في الاية رقم 83 من سورة ال عمران ( افغير دين الله يبغون وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون ) وكذلك قال ( ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتو الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب )
وللتاكيد على انه لا دين الا الاسلام قال سبحانه في الاية رقم 85 من سورة ال عمران (ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ) كل ذلك يدل بما لا يقبل مجالا للشك أن الدين عند الله هو الاسلام وانه الدين القديم الذي اتبعه كل الرسل والانبياء ودعو اليه وكل من اتبعهم كان مسلما وكل الشرائع وكل الكتب التي انزلها الله تدعو لاتباع نفس الدين وهو الاسلام