يتركز الحديث هذه الايام في كافة وسائل الاعلام العالمية عن الفوضى التي سيطرت على الموقف وعمت المكان وطغت على المشهد في اللحظات الاخيرة من حياة القذافي ، والحقيقة ان ذلك صحيحا وان الفوضى كانت حاضرة بالفعل ولا يمكن انكار ذلك ابدا ، وأغلب الذين تحدثو عن ذلك كانو صادقين ومعهم كل الحق في رفض المشهد الاخير من حياة القذافي الا ان هناك بعض المندسين (ونحن في عصر المندسين ) ممن ليس لهم هدف الا استغلال المشهد لتشويه سمعة الثوار وشيطنتهم وتجميل صورة القذافي واعطاءه رتبة الشهادة والمجد التاريخي ، واريد هنا أن اخاطب الصادق والمندس على حد سواء وابدأهم بالسؤال التالي : من صنع الفوضى في ليبيا ؟ لو اجبتم على هذا السؤال لقضي الامر ، فمعمر القذافي ظل طوال اكثر من اربعين سنة يصنع الفوضى في ليبيا ، معمر القذافي الغى كل ما ينتمي الى النظام او الى القانون في ليبيا ، الغى الدستور والغى القانون والغى الاعلام والغى الرياضة والغى الفن والغى النقابات بكافة انواعها والغى العلم والعلماء والغى العلم (الراية) والغى السلام الوطني الليبي والاهم من ذلك كله انه الغى الشعب الليبي كله ، لقد وصل الامر بالقذافي الى انه كان يمنع تسمية لاعبين كرة القدم بأسماءهم فيقوم المعلق الرياضي بتسميتهم بارقامهم بالقول ( اللاعب رقم 7 ارسل الكرة للاعب رقم 8 ) هكذا حتى جاء اولاده وقامو باقناعه بتسمية اللاعبين لأن احدهم اصبح لاعبا ، وقد فعل القذافي ذلك حتى لا ينافسه احد على النجومية التي كان يبحث عنها دوما ، ومثلما فعل مع اللاعبين فعل مع العلماء والمثقفين والغاهم جميعا ، اراد ان يسطع نجمه هو فقط ولذلك ربى جيلا جديدا لا يعرف ما معنى الدستور ولا القانون ولا النظام ولا يعرف الاحتكام الى القضاء ولا يتحدث في السياسية ولا يعرف عنها شيئا ، حتى رجال الامن والشرطة والجيش لم يكن يهمهم أن كان الامن بين المواطنين مستتب أم لا ، فكل ما كان يهمهم أن يكون العقيد في مأمن ، لأن الجيش والشرطة وكل افراد الامن مهمتهم الوحيدة هي حماية القذافي ، لقد كان المواطن الليبي في السبعينات وما قبلها يترك متجره او بيته مفتوحا كما هو ويذهب الى حيث اراد ثم يعود فيجده كما تركه ، وكان ذلك هو الجيل الذى تربى ايام الملك ادريس السنوسي ، أما اليوم فالامر مختلف تماما ،
أن معمر القذافي هو الذي صنع تلك الفوضى وهو المسئول الاول والاخير عنها ، وقد ذهب ضحيتها ، اطلقت عليه الرصاص وقتلته بعد ان رباها لأكثر من اربعين سنة ،
ابورفاد العليي
0 Comments