Looking For Anything Specific?

header ads

أيها الجلادون ، رفقا بالرجل


(إذا سقطت البقرة كثرت سكاكينها ) هذا ما يقوله المثل عندنا وهو ينطبق الآن على الأحداث بعد رحيل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ، فقد تحول الجميع الى جلادين لا عمل لهم إلا أن يحملون السياط ويجلدون بها (بن علي) ، الشعوب والساسة والإعلاميون والصحفيون والمحامون والشعراء والفنانون والكناسون والسباكون الجميع يشتم (بن علي). 
لأول مرة نرى علماء الدين في خندق واحد مع الشيوعيين والملحدين ، والإخوان المسلمين مع القوميين ،  واليسار مع اليمين ، الجميع ضد (بن علي) ، حتى الصنم الأصم أمين عام المتحف المسمى بالجامعة العربية (عمرو موسى) الذي لم يتفوه بكلمة واحدة أثناء العدوان على غزة ولم يتنفس بنفس واحد عن حصار غزة ها هو تكلم بعد رحيل (بن علي) ، فسبحان الذي انطق كل شئ ، كل الصحف ، كل الإذاعات ، القنوات الفضائية ، المواقع الالكترونية  العربية والعالمية  لا عمل لها الآن غلا الهجوم على (بن علي) . كل من يملك قناة مرئية ، أويملك إذاعة مسموعة ، أويملك جريدة ورقية صفراء كانت أو خضراء  أو الكترونية ، اويملك موقعا الكترونيا ، أويملك مدونة حولها الى راجمة ترجم (بن علي) ليلا ونهارا  ، حتى المدونين أصبح شغلهم الشاغل ركوب الموجة وشن الهجوم على (بن علي) بكتابات مليئة بالأخطاء الإملائية من بدايتها الى نهايتها ، فهو لا يعرف كيف يكتب ولا يجيد الكتابة لكنه يجيد الهجوم على (بن علي) ، ومعظمهم لا يعرف حتى أين تقع تونس ، ولا كم يبلغ عدد سكانها ، ولا متى تولى زين العابدين الحكم ، ولا حتى ما يحدث الآن قي تونس ، لكنه يجيد ويتفنن في الهجوم على بن على ،  هكذا نحن دائما ، حين يطلب منا أن نتقد نشتم ، وحين يطلب منا أن نشتم  نضرب ، وحين يطلب منا أن نضرب نقتل ، وحين يطلب منا أن نقتل نمزق الجثة ونمثل بها ،  والآن وضعنا (بن علي) على مقصلتنا ، الجميع يحملون السياط ليجلدوه ، والجميع يحملون الأحجار ليرجموه ، كل نكساتنا الآن من (بن علي) ، وكل هزائمنا الآن تسبب فيها (بن علي) ،  والبغلة التي عثرت في العراق ، يُسأل عنها هو (بن علي) ، خمول شعبنا ، كسلنا سباتنا ، تواكلنا  ، تخلفنا  وراءه شخص واحد فقط ، هو (بن علي) ، ذنوبنا ، آثامنا ، أوزارنا ،   يحمل وزرها (بن علي)  ، وان جاء أحدنا يوم القيامة يحمل جبلا من السيئات ، سيغفرها الله له ،ويضعها على (بن علي) .
يا قوم . يا من تحولت أقلامكم الى سهام توجهونها الى (بن علي) ، وافواهكم الى منصات صواريخ ترجمون بها (بن علي) . اتقو الله فسوف يحاسبكم على ما كتبت أقلامكم . وحصدت السنتكم . فين علي ليس المسؤول عن خيبتكم وفشلكم الذريع لأن فشلكم كان قبل (بن علي) بمئات السنين ، وسيظل بعد (بن علي) الى أن يشاء الله .

Post a Comment

0 Comments