تحل اليوم (26-1-2011) ذكرى الثورة الصومالية ضد الرئيس محمد سياد بري وكان ذلك منذ 20 عاما وكأن هذه الذكرى اختارت هذا الوقت بالذات الذي تنتفض فيه الشعوب العربية وتثور ضد حكامها ربما لتسير في نفس الاتجاه الذي سار فيه الشعب الصومالي . ولقد كتبت في مقالتي السابقة تحت عنوان ( تمخضت الثورة فلم تلد شيئا ) عن كثير من الامثلة عن الثورات السابقة ولم اتطرق الى امثلة اخرى كثيرة اختصارا للمقال ومن ذلك الثورة الصومالية ضد الرئيس محمد سياد بري الذي لم يعد يذكره اغلب المثقفين العرب ولايعرفه اغلب الموطنين العرب الذين ترتبط الصومال في اذهانهم دائما بالفوضى والعنف واراقة الدماء وقد يفكر المواطن العربي في السفر او الرحيل الى اي بقعة في العالم الا الصومال التي لا يتمنى ابدا ان يحل بارضها . هذه الصومال كانت قبل عشرين عاما دولة لها كيانها ويطبق فيها القانون ويعم فيها الامن والاستقرار ويأتي اليها السياح من كل حدب وصوب ولها عملة مستقرة ولها اقتصاد مستقر وتنشط فيها السياحة والزراعة وكان الموز الصومالي ذو شهرة عالمية واسعة ويعد من افضل انواع الموز في العالم . اما على الصعيد الامني فأن الزائر للصومال يجوب البلاد من الحدود مع جيبوتي شمالا الى الحدود مع كينيا جنوبا ومن الحدود مع اثيوبيا غربا الى المحيط الهندي شرقا فلا يجد غير الامن والاستقرار ولا يسمع عن حادث سرقة او حادث قتل او اي حادث من حوادث العنف . وبالجملة فقد كان للصومال دولة مثل كل دول العالم لها علمها ونشيدها الوطني واقتصادها المستقر وعملتها المتداولة وانتاجها الزراعي وقانونها المطبق وسفاراتها في كل دول العالم . كل ذلك كان ايام حكم الرئيس الصومالي محمد سياد بري الذي حكم البلاد منذ عام 1969 وكان متهما بالديكتاتورية وبأنه يسيطر على الصومال بالقبضة الحديدية وكان عنيفا جدا مع خصومه ومعارضيه . حتى تم التخلص منه بواسطة انقلاب قبلي في عام 1991 وهو نفس العام الذي تفكك فيه الاتحاد السوفيتي السابق . وعلى اثر هذا الانقلاب ذهب محمد سياد بري الى نيجيريا واقام بها الى ان توفي في عام 1995 . ومنذ سقوط بري في عام 1991 الى يومنا هذا اصبح الصومال من سقوط الى سقوط ولم تقم له قائمة حتى اليوم ولو سألت اليوم اشد اعداء محمد سياد بري هل تقضل عودة الديكتاتور محمد سياد بري على الوضع الراهن؟ لأجابك بنعم ! لأن سقوط الصومال كان افدح بكثير من سقوط الديكتاتور محمد سياد بري . بل ان الذي سقط حقيقة في عام 1991 الصومال وليس بري .
ابورفاد العليي الكناشي السليمي
0 Comments