لو كنت مكان الرئيس السوداني عمر البشير لما سمحت لنفسي ابدا ان يتم تقسيم السودان وانا في السلطة حتى لا يظل اسمي مرتبط تاريخيا بهذا التقسيم الذي يعد وصمة عار بكل المقاييس وستظل هذه الوصمة مرتبطة باسم عمر البشير فما ان يذكر اسم البشير الا وذكر معه تقسيم السودان . وما ان يذكر تقسيم السودان الا ويذكر معه عمر البشير . الا ان الامر الغريب والمثير للدهشة ان الرئيس السوداني عمر البشير يبدو وكانه غير مكترث بأن يتم انفصال الجنوب في عهده بل ويبدو وكأنه يبارك هذا الانفصال حتى ان المتابع لكلام البشير قبل الاستفتاء يتفاجأ بما يقوله البشير وكأنه يدعو الشعب الجنوبي للتصويت للانفصال حتى انه كان يتحدث عن الجنوب وكأنه اصبح دولة مستقلة بالفعل واخذ يطمئن الشعب الجنوبي ويعدهم ويمنيهم بعلاقات اخوية وجيده بين البلدين وانه في حالة الانفصال كل شئ سيكون على ما يرام . بل والاغرب من ذالك كله اللجؤ الى رفع اسعار الوقود قبل ايام قليلة من الاستفتاء على مصير الجنوب ثم اتبعه برفع اسعار السلع الاساسية وكأنه اراد ان يقول للذين لم يحسمو امرهم بالتصويت للوحدة او الانفصال من الافضل لكم ان تصوتو للانفصال ومن الواضح ان كل تحركات الرئيس السوداني عمر البشير تبدو وكأنها توطد للانفصال بل وصلت في بعض الاوقات الى ان تكون دعاية للانفصال وهذا يدل على ان شيئا يحدث في الخفا وان هناك ثمن لهذه التحركات المشبوهة وستظهر نتائج هذا الثمن في الشهور القادمة . وما يدور الان في الخفا سيبدا في الظهور في العلن ان لم يكن على الطريقة ( الويكيليكسية) فسيكون بطرق اخرى . والملاحظ ايضا منذ فتره خفوت الزوبعة الاعلامية بشأن دارفور . فقضية دارفور التي صدعونا بها الان لا احد يتحدث عنها كما ان اوكامبو لم نعد نسمع له حسا . كل هذه المؤشرات وغيرها تدل على ان مساومات تجري مع البشير في الخفاء وان كنت متأكدا بأن الحكام العرب جميعا وعلى رأسهم البشير لا يعرفون فن التفاوض ولا يخرجون منها الا بوعود شفويه وغير رسمية ثم تتحول تلك الوعود الى سراب لكن الخوف الحقيقي ان يكون البشير ما هو الا (غورباتشوف ) سوداني مستنسخ وغورباتشوف لمن لا يعرفه كان اخر رئيس للاتحاد السوفيتي السابق وقد تولى الرئاسة من عام 1988 الى عام 1991 وكان (غورباتشوف ) اداة امريكية لتفكيك الاتحاد السوفيتي وتم لهم ما ارادو وذهب غورباتشوف بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي للاقامة في الولايات المتحدة الامريكية . فهل سيتوقف الانفصال عند جنوب السودان اما ان دارفور هي التالية ومن ورائها ام درمان وكل ذلك سيحدث بمباركة البشير ( غورباتشوف السودان)
0 Comments