قد يستغرب البعض هذا السؤال لأن الرأي العام العربي بأكمله يكاد يجمع على ان الحاكم العربي ديكتاتور وطاغية ولا ياتي منه سوى الشرور الظلم والفساد . ويجعلونه السبب الوحيد لكل خيباتهم ونكساتهم وهزائمهم وتخلفهم وربما في دخولهم جهنم وبئس المصير ! حتى اننا اصبحنا نرى الكناسون والمتسولون ورعيان الغنم ايضا اصبحو نقادا بارعين للحاكم العربي . لكن لا تجد احد ينتقد الشعب . فالشعب اصبح مجموعة من الملائكة الطاهرين يحكمهم شيطان رجيم . ولكن هل هذا التوجه حقيقي . قد يكون الحاكم العربي ديكتاتورا . ولكن ماذا عن الشعب العربي . الم نكن ننتقد صدام حسين ونصفه بالديكتاتور الظالم . فماذا حدث بعد رحيله . اول شئ حدث بعد رحيله رأينا جميعا كيف احتل الشعب العراقي المؤسسات والبنوك وبدأو في نهب كل شئ بداية من اموال المصارف ونهاية بالمكانس في المؤسسات . ثم بعد ذلك بدأت موجة الثأر فبدأ الجميع يثأر من الجميع ثم اخترعو اسوأ سؤال سمعنا به في التاريخ وهو السؤال الذي لم يكن له وجود ايام (الديكتاتور) فاصبح من اشهر الاسئلة في العراق ثم انتقل الى بقية الوطن العربي وهو السؤال الحقير ( انت سني والا شيعي ؟) كنا نسمع ان صدام حسين سرق اموال الشعب ذالك ما كنا نسمعه لكننا راينا بام اعيننا الشعب وهو يسرق كل شئ من الابرة الى الصاروخ حتى محلات الناس وبضائعهم سرقوها . فمن الذي سرق ومن الذي حرق المساجد والحسينيات الكنائس ومن الذي فجر الاسواق ومن الذي سرق النفط وقام بتهريبه ومن الذي قتل ونهب . اليس الشعب ! لقد كنا نرى الحاكم يعتقل من اجل كلمة تقال ولكننا اصبحنا نرى الشعب يقتل من اجل كلمة اقل اهمية . اليس الاعتقال اهون من القتل . الم نرى الشعب وهو يخطف ويعذب باسوأ انواع التعذيب ويقتل بعضه . حتى انهم اخترعو وسائل للتعذيب لم يخترعها الشيطان نفسه فمابالك بالديكتاتور . وما الشعب العراقي الا مثل حي وواضح لبقية الشعوب العربية . فان كان كل الحكام مثل صدام فكل الشعوب العربيةمثل الشعب العراقي . لان هذه الشعوب التي دلت الاحصاءات العالمية ان نصيب القرأة فيها لا تتعدي نصف صفحه للفرد على مدار العام تسيطر عليها القبلية والطائفية والتفكير السلبي . الم نرى ماذا فعل الشعبين الجزائري والمصري ببعضيهما من الردح والشتائم والسباب والتشنيع والتشهير من اجل مبارة كرة قدم . والذي يقول ان الحكام لهم دخل في تلك الاحداث اما ان يكون مدلس او جاهل . بل ان الرئيسين (بوتفليقة ومبارك) انساقا وراء الشعبين فصارا ضحايا لشعبيهما . ثم ان من الذي يغشك في الاسواق؟ اليس من الشعب . ومن الذي يأخذ منك الرشوة اليس مواطن من الشعب ؟ ومن الذي يكذب عليك كل يوم ؟ ومن الذي يخدعك ؟ انظر الى اخبار الحوادث في الصحف لترى العجائب والجرائم البشعة التي لم يتجرأ عليها ابليس نفسه ولا حتى ابنه انوخ ولا حفيده ميمون . من يرتكب هذه الموبقات اليسو مواطنين من هذا الشعب المتوحش
. وقبل ان تطالب بمزيد من الديمقراطية انظر مثلا الى الكويت . تلك الدولة الصغيرة التي كانت قبل الديمقرطية تكاد تكون خالية تماما من المشاكل . وما ان تم فتح باب صغير من ابواب الديمقراطية حتى بدأ وكأن نواب البرلمان الذين انتخبهم الناس وكانو حملانا وديعة . تحولو فجأة الى ذئاب مفترسة ينهش بعضهم بعضا . ويتهمون بعضهم باشنع الاتهامات ويشتمون بعضهم باقسى كلمات السباب حتى انهم يكادون يفككون الكويت ( الدولة الصغيرة اصلا ). ثم انظر مثلا الى الاعلام وخذ الاعلام العراقي كمثال . بعد ان كان في العراق قناة واحدة تغني لديكتاتور واحد اصبح الان في العراق الف قناة تغني لالف ديكتاتور . اليس ديكتاتور اهون من الف ديكتاتور . اما الذي يظن ان سبب تخلف الامة العربية هو الديكتاتورية الحاكمية . فهذا اما جاهل او مدلس . لأن اكثر شعوب العالم تقدما الان هو الشعب الصيني القابع تحت حكم نطام الحزب الشيوعي اكبر ديكتاتور في العالم وفي التاريخ ومع ذلك فالشعب الصيني يتقدم بسرعة الصاروخ . فالشعب الصيني صنع العجائب تحت حكم اكبر ديكتاتورة في العالم والشعب الكوري الشمالي صنع القنبلة النووية في نظام لا يسمح للشعب ان يتنفس . واريد منك ان تتخيل لو قمنا بتبديل الشعب العربي بالشعب الصيني مثلا !
فهل سيتحول الشعب الصيني الى شعبا متخلفا يبكي ويلول ويلقي بكل مصائبه ونكساته على الحاكم
ام ان الامر سيتغير تماما . اما الذي يقول ان الحاكم قد بدد اموال الشعب . فاني اقول له اذهب الى كل النوادي الليلية في العالم وانظر هل الحاكم الذي يجلس فيها ويبذر الاموال ام مواطنين عرب من عباد الشهوات يبذرون اموالهم وينفقونها في سبيل الشيطان . او اذهب الى افغانستان وانظر كيف يقتل الافغاني اخاه باموال المواطن العربي التي يعطيها لهم خلسة عن الحاكم . وتسيل دماء الابرياء الافغان باموال المواطن العربي الذي يظن بانها في سبيل الله وربما ان الذين انفقو الاموال في النوادي اقل منه جرما . ان الناظر بعين العدل الى الوضع العربي سيرى ان ديكتاتورية حاكم اهون بكثير من ديكتاتورية الشعب الاشد طغيانا وكفرا
0 Comments