Looking For Anything Specific?

header ads

التجربة العلمانية والتجربة الاسلاموية

   

اولا اود أن أنوه الى الاختلاف في القصد بين كلمة الاسلاميين والمسلمين فالمسلمين هم عامة المسلمين وهم نحن الذين جعلنا اسلامنا بيننا وبين ربنا ولم ولن نسمح لأنفسنا بأن نتاجر بديننا ونضعه على ملصقات ودعايات تلصق على الجدران فنحن هم المسلمون حقا ،، اما الاسلاميون فهم اولاءك الذين يتاجرون بالاسلام ويستخدمونه كشعار وليس كدين ويحاولون الوصول الى اهداف شخصية بواسطة الاسلام فلاسلام عندهم وسيلة وليس غاية ، ولذلك قامو بوضع الاسلام على ملصقات دعائية للمتاجرة به وخداع السذج والبلهاء .
مصطفى كمال اتاتورك (باني تركيا العلمانية )
ثانيا بعد ان قام الاسلاميون بسرقة ثورات الفيس بوك العلمانية واستولى صفوت حجازي على دور وائل غنيم وشباب 6 ابريل بكل انتهازية ووصولية اصبح بعض الاسلاميين يتحدث عن فشل التجربة العلمانية ولذلك يجب اعطاء الفرصة للاسلاميين ، وقد سمعت الشيخ القرضاوي يقول هذا الكلام وكذلك الكثير من الاسلاميين يقولون نفس الكلام ، فهل فعلا التجربة العلمانية فاشلة ؟ وهل الاسلاميون لم يأخذو فرصتهم فيجب اعطاءهم الفرصة ؟ اما ان تلك خدعة اخرى وتدليس من تدليس الاسلاميين على العامة المنخدعون بخطابهم النظري المثالي ؟
اولا نحن لا نريد الخوض في التفاصيل والا لكتبنا كتابا كبيرا عن هذا الموضوع ، ولكن علينا بالقاء نظرة على تجارب العالم لأن الشعوب العربية أن ارادت ان تتطور وتتقدم وتسير في الاتجاه الصحيح فعليها بالنظر في تجارب الاخرين والاستفادة منها وليس أن تقوم باختراع تجارب جديدة (على طريقة معمر القذافي ) والاشنع من ذلك أن تقوم الشعوب باعادة التجارب الفاشلة وهي كارثة كبيرة ،
ولو نظرنا بحيادية وواقعية الى تجارب الاخرين فيجب ان نجيب على السؤال التالي ، هل انظمة الحكم الناجحة في العالم الان علمانية أم اسلامية ؟ هذا سؤال محوري وجوهري ان اردنا ان نتعرف على تجارب الاخرين بموضوعية ، لأننا نرى وبكل موضوعية أن انجح انظمة الحكم في العالم الان وعلى مدي القرون الماضية واعتقد بانها ستكون على مدى القرون القادمة هي التجارب العلمانية وليست التجارب الاسلامية ، وحتى نتكلم بشكل عفوي ومباشر يفهمه الجميع نوجه اسئلة للذين يدعون أن النظام العلماني فاشل ، فنقول لهم هل النظام البريطاني فاشل ؟ وهل النظام الالماني فاشل ؟ وهل النظام الفرنسي فاشل ؟ وهل النظام السويدي فاشل ؟ وهل النظام السويسري فاشل ؟ وهل النظام التركي فاشل ؟  فبأي عقول تتحدثون ؟ وما هذه الا امثلة فمازال الكثير من الانظمة العلمانية الناجحة ، فأن اجبتم الاجابة الصحيحة وقلتم انها انظمة ناجحة بل وتقدم انموذجا لكل من اراد استنساخ التجارب الناجحة فلماذا تقولون ان العلمانية نظام فاشل ؟ وأن كنتم تعتقدون أن هذه الانظمة فاشلة فعلى عقولكم السلام .
ثم لماذا لا تستفيدون من التجربة التركية مثلا فبعد أن انهارت الدولة العثمانية تماما تحت النظام الاسلاموي واصيبت بالامراض القاتلة فماتت ودفنت في قبر الظلمات جاء مصطفى كمال اتاتورك واخرجها من القبر بواسطة النظام العلماني الذي جعلها الان دولة حديثة متطورة بفضل النظام السياسي العلماني حتى ان الاسلاميين في تركيا حين وصولو الى الحكم لم يستطيعو التخلي عن ذلك النظام العلماني الاتاتوركي بسبب النجاح الباهر لذلك النظام ، وقد  سمعنا جميعا تصريحات اردوغان الاخيرة بأنه اسلامي ولكنه يحكم بنظام علماني ، وهذا في رأيي اكبر دليل على نجاح النظام العلماني كما اننا نستطيع أن نقارن بين النظام العلماني والنظام الاسلاموي من خلال تصريحات اردوغان ،
والسؤال الان للعلمانيين الذين سيعجزون تماما عن الاجابة عليه ، اذا كان النظام العلماني فاشل والاسلاموي ناجح فلماذا لا يقوم اردوغان وحزبه الاسلامي بازالة ذلك النظام الفاشل واستبداله بالنظام الناجح ؟ ولماذا يرضى اردوغان الاسلامي بالحكم بالنظام العلماني ؟ ثم اذا كان النظام العلماني فاشل فكيف اخرج تركيا من قبرها واقامها من جديد وكل الاتراك يعرفون ذلك ،
ايضا اريد ان اسأل الاسلاميين سؤالا مهما جدا واتمنى ان يجيبو عليه بوضوح وهو : اذا كانت العلمانية فاشلة فلماذا يحاول الاسلاميون ان يرتدو الزي العلماني مثلما فعلت حركة النهضة مثلا التي بدأت تتنازل عن اهم مبادءها حتى اصبحت الان تزايد على العلمانيين انفسهم ؟ ولماذا يقوم الاخوان المسلمون في مصر بتقديم التنازل تلو التنازل حتى انهم باتو اقرب الى العلمانية منها الى الاسلاموية ؟ فاذا كانت العلمانية فاشلة فلماذا يتقرب اليها الاسلاميون زلفى ؟
اما عن التجربة الاسلاموية فأنا استغرب اشد الاستغراب كيف يقول القرضاوي وبعض الاسلاميين بأنهم لم يأخذو فرصتهم ؟ هل فعلا الاسلاميون لم يأخذو فرصتهم ؟ اذا كنا نتكلم عن الاسلاميين الشيعة فيكفينا مثلا نظام الخوميني في ايران وحزب الدعوة في العراق ، اما ان كنا نتكلم عن الاسلاميين السنة فانظر مثلا الى افغانستان التي ثار فيها الاسلاميون ضد نظام ليس علماني وانما هو شيوعي صارم وهو نظام محمد نجيب الله الذي كان يحكم افغانستان في السبعينات وبعد ان سقط ذلك النظام وحكم الاسلاميون لم يقوم الاسلاميون باعادة افغانستان الى العصر ما قبل الحجري فحسب وانما لغوها من قاموس الدول فاصبحت افغانستان لا دولة فضل حكم الاسلاميون وقام المجاهدون الذين كانو صفا واحدا بمقاتلة بعضهم من اجل الحكم حتى جعلو افغانستان مقبرة للمسلمين وليس للغزاة واصبحت اسوأ ايام نجيب الله الشيوعي افضل من كل ايام الملا عمر وكل الاسلاميين من قبله ومن بعده ،  وخراب الاسلاميين في افغانستان لم يكتفي بالداخل الافغاني وانما زحف الى الدول المجاورة والحق الخراب بها فباكستان كانت تسير بخطى سريعة نحو التقدم ولكن خربها الاسلاموين ، هذه هي الحقيقة فلماذا تنكرونها وتقفزون عليها وتتجاهلونها ؟ أم انكم تريدون ان تقنعونا ان تجربة طالبان لم تكن اسلاموية ؟
وانظر الى الصومال التي كان يحكمها الرئيس العلماني الديكتاتور محمد سياد بري وكان الشعب الصومالي يشبع من الموز ويصدره الى العالم فاصبح تحت نظام الاسلاميين يصدر المجاعة الى العالم بعد ان مات الكثير من الشعب الصومالي جوعا ، فحولو الصومال من جمهورية الموز الى جمهورية العوز والمجاعة ، ولو سألت الان اي صومالي هل تفضل عودة الرئيس سياد بري أم تفضل حكم الاسلاميين لقال لك على الفور أن حكم محمد سياد بري افضل مليون مرة من حكم الاسلاميين .
وقد يقول قائل أن افغانستان وباكستان والصومال ليست دولا عربية ، فنرد عليه باعطاءه تجارب عربية ،
فنأخذ مثلا ما حدث في الثمانينات والتسعينات في الجزائر ففي عهد الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد اراد ان يجعل الجزائر جنة للديمقراطية وعاشت الجزائر في الثمانينات ازهى عصورها تحت حكم الشاذلي بن جديد وشهدت طفرة سياسية واقتصادية ورياضية وفنية وسياحية وكانت من اجمل الدول الافريقية واكثرها نموا ، حتى سنة 1992 حين اجريت الانتخابات الجزائرية وشهد العالم كله بنزاهة تلك الانتخابات وبمساحة الديمقراطية التي لم يكن يحلم بها اي مواطن عربي غير المواطن الجزائري فاستغلت جبهة الانقاذ الاسلامية تلك الديمقراطية واخذت في خداع الشعب الجزائري بالخطاب الديني وتحولت خطبة الجمعة الى دعاية انتخابية فانتخبها الشعب الجزائري ظانا بها خيرا ثم فوجئ العالم اجمع آنذاك بقيادات جبهة الانقاذ يصرحون بأن الديمقراطية كانت سلما صعدنا عليه الى السلطة وسنتخلص منه ، اي انهم سيلغون الديمقراطية ويحكمون الشعب الجزائري الى الابد ، فحدث ما حدث في الجزائر وكانت النتائج مأساوية على الشعب الجزائري وكشف الاسلاميون عن وجههم الحقيقي ورأينا لأول مرة في التاريخ كيف يتم تقطيع رؤس النساء والاطفال والشيوخ بالفؤوس ، ورأينا بشاعة لم تشهدها الجزائر حتى ابان الاستعمار الفرنسي ومازالت اثار تلك الانتخابات باقية الى اليوم .
وفي العراق نستطيع ان نجد افضل مثال لحكم الاسلاميين السنة والشيعة معا فلقد اعلنت دولة العراق الاسلامية في محافظة الانبار وهي دولة سنية وبالمقابل كان الاسلاميون الشيعة يحكمون في جنوب العراق فكانت النتيجة للدولتين الاسلاميتين كارثية وذهب ضحيتها قرابة من مليون عراقي حوالي 80 % منهم شيعة قتلو على يد السنة واكثرهم بعمليات انتحارية وسيارات مفخخة وال 20 % مابين سنة ومسيحيين وغيرهم وبذلك حققت دولة العراق الاسلامية الرقم القياسي في القتل وهو قرابة مليون عراقي في مدة وجيزة جدا وهو مالم تفعله القنابل النووية التي القيت على اليابان ، ولم يكن للدولة الاسلامية في العراق مشروعا الا القتل ثم القتل ثم القتل وفي النهاية سقطت دولة العراق الاسلامية في براثن الفشل المبين ، أما الغريب في هذا الامر أنهم لفقو المليون قتيل عراقي الذين قتلوهم  للقوات الامريكية وبكل وضوح ( الدولة الاسلامية في العراق قتلت قرابة مليون عراقي واتهمت الامريكان بقتلهم !!! ) .
ايضا في فلسطين كانت حركة فتح تحكم الضفة وغزة وكان المواطن الفلسطيني في غزة يأكل من عمل يده ويصدر الفواكه والخضروات الى جميع انحاء العالم ويسافر الى جميع انحاء العالم وكانت حركة حماس تحاول بكل السبل اقناع المواطن الغزاوي أن حركة فتح مجموعة من العملاء فاقتنع المواطن الغزاوي المغلوب على امره بخطب الجمعة الحمساوية المغلفة بالايات والاحاديث وجوهرها تنفير المواطن من فتح وتأليفه على حب حماس  وبعد أن جرت الانتخابات الفلسطينية التي شهد العالم بنزاهتها وبالرغم من ان حماس كانت تصدر التصريح تلو التصريح بأنها حركة مقاومة لا تسعى للسلطة ولا تريد الحكم الا انها ما ان اتيحت لها الفرصة حتى استغلتها ابشع استغلال وبعد أن انتخبها المواطن المسكين الذي انخدع بخطابها الديني المثالي اصبح المواطن في سجن كبير بانتظار مراكب المساعدات التي ما ان تصل الى غزة حتى يستولي عليها اعضاء حركة حماس ويبيعونها بالشيكل الى المواطن المسكين الذي اصبح الان لا يدري كيف يتخلص من هذه الحركة الجاثمة على قطاع غزة ويبدو أن حماس ظنت ان الانتخابات اعطتها نتيجة ابدية ولا تريد ابدا العودة الى صناديق الانتخابات لأنها تعرف أن المواطن الغزاوي لن يعود الى انتخابها مرة اخرى ولن تنطلي عليها المتاجرة بالدين ثانية وبات المواطن الغزاوي يحلم بالعصر الفتحاوي وبيوم من ايام محمود عباس وبذلك فشلت تجربة حماس فشلا مبينا لا جدال فيه .
اليست هذه تجربة اسلاموية فاشلة ؟ اليست الدولة العثمانية تجربة اسلاموية فاشلة ؟ اليست افغانستان ضحية للتجربة الاسلاموية الفاشلة ؟ اليست الصومال تجربة اسلاموية فاشلة ؟ اليست الانتخابات الجزائرية تجربة اسلاموية فاشلة ؟ ولا نريد العودة الى التاريخ لنخرج لكم تجارب اسلاموية كثيرة فاشلة ؟
فلماذا تريدون القفز فوق هذه التجارب الفاشلة ؟ لماذا تريدون تجاهلها ؟ أنا اعتقد أن تجاهلكم لها ليس الا هروبا كبيرا منها ومن فشلها الفاضح .
وعلى الجانب الاخر اذا كان النظام العلماني رجس من عمل الشيطان ونظام فاشل كما تدعون فلماذا تتقربون منه زلفى ؟ لماذا يلتزم اردوغان الاسلامي وحزبه بمبادئ العلمانية ويجعلها نظاما مثاليا بل وينصح الاسلاميين بتبنيها ؟ ولماذا تقوم حركة النهضة التونسية بزعامة راشد الغنوشي بالتعهد بالمبادئ العلمانية حتى ان حركة النهضة ربما اصبحت علمانية اكثر من العلمانيين انفسهم ؟ ولماذا تقوم جماعة الاخوان المسلمون بتقديم التنازل تلو التنازل لصالح العلمانية وبدأت مبادئ الجماعة تتأكل لصالح العلمانية حتى انني اخشى ان استيقظ في الغد على تغيير اسمها الى جماعة الاخوان العلمانيون ، فكيف تقولون ان النظام العلماني فاشل ثم تتقربون منه شيئا فشيئا ؟
أننا نستطيع ان نقدم لكم العديد والعديد من النماذج والتجارب العلمانية الناجحة ويكفيكم فقط التجربة التركية التي ينصحكم بها اردوغان ، ولكنكم لا تستطيعون ابدا تقديم تجربة اسلاموية واحدة ناجحة ، والا فأخبرونا ولو بتجربة وحيدة يتيمة ناجحة .
انا انصح الشعوب العربية بأخذ الحيطة والحذر من تجار الدين الذين وضعو دينهم شعارا على ملصقات دعائية بعضها اصبحت تدوسه اقدام المارة في الشارع وهو امتهان بشع للدين ، كما انصح الشعوب العربية بالاستعانة بالانظمة الناجحة فلا وقت لدى تلك الشعوب لتضيعه في الشعارات والاوهام .

ابورفاد العليي 

Post a Comment

0 Comments