روسيا وديمقراطية البينغ بونغ

 

الديمقراطية في روسيا فريدة من نوعها وتذكرني بلعبة البينغ بونغ ( تنس الطاولة ) التي تقتصر على لاعبين اثنين فقط يتبادلان ضرب الكرة فيما بينهما ، والكرة هنا هي الرئاسة الروسية والمتفرجين هم الشعب الروسي واللاعبان هما ، فلاديمير بوتين ، ديميتري ميدفيديف ، غير أن المنافسة هنا ليست جدية وليست دائما شريفة ، لأن اللاعبان متفقان على النتيجة مسبقا ويتقاسمان النتيجة في كل مباراة يلعبانها ، فبوتين الذي دخل الكرملين في نهاية سنة 1999 وتم انتخابه في مارس سنة 2000 ولم يخرج من الكرملين الا الى رئاسة الحكومة الروسية بعد أن وضع منصب الرئاسة ومفتاح الكرملين كأمانة عند الشاب ديمتري ميدفيدف البالغ من العمر الان 46 سنة فقط وسيقوم ميدفيدف بارجاع الامانة الى صاحبها فلاديمير بوتين في مارس القادم وهذا امر مؤكد ولا شك فيه ، أما بالنسبة لأصوات الشعب الروسي فيما يسمى الانتخابات الروسية فتأتي لاحقا لأعطاء الشرعية على ما يسفر عنه الاتفاق بين بوتين ومدفيدف ، علما بأن الاتفاق بينهما دائما يكون لصالح بوتين ويعمل من اجل تثبيت بوتين للابد في التنقل بين الكرملين ومجلس الدوما ، ولن يخرج بوتين من الكرملين الا متوجها الى الدوما ولن يخرج من الدوما الا عائدا الى الكرملين وما مدفيدف الا اداة من ادوات بوتين تعمل على تسهيل تنقل بوتين بين الكرملين والدوما ، اما اصوات الشعب الروسي فيستطيع بوتين تدبيرها بسهولة ، وسيظل الامر كذلك الا اذا استطاعت رياح الربيع العربي الحصول على الجنسية الروسية والاطاحة ببوتين ومدفيديف وديمقراطية البينغ بونغ ، وهذا ما حذر منه السيناتور الجمهوري جون ماكين المرشح السابق للرئاسة الامريكية قائلا أن رياح الربيع العربي قد تهب على روسيا ، وذلك تعليقا على الاحتجاجات والمظاهرات التي خرجت عقب نجاح حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في الحصول على 238 مقعدا من أصل 450 مقعدا في مجلس الدوما وسط شكوك كثيرة وتشكيكات لا حصر لها في أن الانتخابات الروسية شابها التزوير

ابورفاد العليي