حين قام شباب التحرير في مصر بالاصرار
على تعيين عصام شرف رئيسا للوزراء في مصر قلنا انه لا يصلح لذلك المنصب ثم بعد ذلك
كتبنا مقالا اخر بعنوان ( عصام شرف ضيف شرف ) أن عصام شرف لا يصلح ابدا لقيادة
دولة بحجم مصر ، وبعد 8 اشهر اكتشف شباب الثورة أن عصام شرف لا يصلح فعلا لتولي
ذلك المنصب فطالبو باقالته فاصبح عصام شرف لا طال ميدان التحرير ولا منصب في
الحكومة ، واذا كان الامر في مصر اخذ 8 اشهر لمعرفة فشل عصام شرف فاتمنى ان لا
يتطلب الامر عدة اشهر ضائعة ليعرف الليبيون أن عبد الرحيم الكيب مثله مثل عصام شرف
فهو لا يصلح لتولي رئاسة الحكومة الليبية الانتقالية ، فعبد الرحيم الكيب لا اثر
له ، وتتجول في ليبيا من نالوت غربا الى امسعد شرقا الى اوزو جنوبا لا تجد اثرا
لرجل اسمه عبد الرحيم الكيب ولا لحكومته السرابية ، قد تجد السراب لكنك بالتأكيد
لن تجد عبد الرحيم الكيب ولن تشعر ان في ليبيا حكومة أو حتى اشباه حكومة ، اقول
هذا الكلام لأن اغلب المواطنين في ليبيا لم يتاقضو درهما واحدا من رواتبهم منذ 5
اشهر كاملة وهو امر بالغ الخطورة على الاقتصاد الليبي وعلى الامن الليبي وعلى
الدولة الليبية بكاملها ، ولا ادري كيف لا يعطي السيد الكيب وحكومته الغائبة
اولوية لهذا الامر ، فالحكومة الناجحة هي التي تهتم بابسط حقوق المواطن ومن اهم
حقوقه اعطاءه راتبه في موعده ، واقول للسيد عبد الرحيم الكيب بالله عليك ماذا
سيفعل المواطن الليبي المسكين في الزاوية او في بنغازي او في سبها الذي يقوم بعضهم بأعالة اكثر من عشرة افراد
وينتظر راتبه بفارغ الصبر واغلبهم يذهب راتبه دينا قبل ان ياتيه ، فماذا سيفعل أن
حرمته منه 5 اشهر كاملة ؟ وكيف سيطعم اولاده ؟ انت بهذه الطريقة تجبره على ان
يتحول الى مصدر خطورة على المجتمع ،
فحكومة عبد الرحيم لم تفعل شيئا غير
جلوس اعضائها في المكاتب يتحدثون عن العهد البائد ، وماذا فعل الطاغية ، وكيف كان
حكم المقبور ،وفلان سجن فلان ، وفلان قام بتعذيب فلان ، وتوزيع المناصب الجديدة
ففلان في المنصب الفلاني وعلان في المنصب العلاني ، والمواطن الليبي المسكين لا
يجد ما يطعم به اولاده .
لقد عانى الشعب الليبي كثيرا من نظام
معمر القذافي الذي لم يكن يقدم للشعب سوى الاكاذيب والوعود والان الشعب الليبي لم
يعد يسمع حتى الوعود فعبد الرحيم الكيب غائب تماما عن الساحة ويتجاهل احتياجات
الشعب الليبي الاساسية والهامة واخطر ما في الموضوع أن الامر اصبح يمس اهم
احتياجات الشعب التي لا غنى هنا اطلاقا .
وقد يرد الكيب نفسه او احد المدافعين
عنه أن الفترة فترة انتقالية وان الخيارات غير متاحة ، ارد عليه بأن من اهم واجبات
الحكومة الانتقالية في الفترة الانتقالية القيام على احتياجات الشعب الاساسية
والضرورية وهذه هي المهمة الاولى التي يجب ان تقوم بها الحكومة الانتقالة وهي اهم
من تجهيز الدولة للانتخابات وغيرها ، كما ان ليبيا دولة نفطية وتستطيع حكومة الكيب
بأخذ قرض من البنك الدولي بسهولة بل وتستطيع اخذ قرض من احدى الدول الصديقة لأن
ليبيا تستطيع تسديد القروض بسهولة لما تملكه من الثروة النفطية ، لذلك يجب على
حكومة الكيب الغائبة تماما عن الشارع الليبي ان تحضر وتستمع الى المواطن الليبي
وتنظر الى احتياجاته الاساسية ولا تتوقع من الشعب الليبي أن يصمت طويلا عن هذا
الامر
ابورفاد العليي