Looking For Anything Specific?

header ads

سنة ربيع العرب وخريف القاعدة



اخيرا انتهت سنة 2011 أغرب سنة تمر على الوطن العربي خلال التاريخ العربي ، فلقد فاجئت سنة 2011 الجميع بما لم يكن في حسبان احد وبما لم يتوقعه المحللون والخبراء السياسيون ولا حتى المنجمون الفلكيون الذين فشلو فشلا تاما في التنبؤ بما حدث ، فما حدث كان اكبر من الجميع ،
فلقد افتتحت تونس السنة بأشعال ثورة مفاجئة ضد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وذلك بعد حادثة اشعال الشاب التونسي محمد بوعزيزي النار في نفسه في نهاية سنة2010 بعد خلاف مع الحرس البلدي التونسي ، وحاول الرئيس التونسي اخماد نار الثورة التي اشعلها بوعزيزي بكل طرق لكنه فشل في ذلك فشلا مبينا فلم يجد حلا الا الهروب الى فرنسا التي رفضت استقباله فأضطر الى استبدالها بالسعودية التي رحبت به ،
بعدها انتقلت الشرارة فورا للقاهرة التي كانت كل الظروف فيها قابلة للأشتعال فأكتظت الشوارع والميادين وكان اشهرها ميدان التحرير الذي اكتظ بكافة اطياف الشعب المصري فاخذ الرئيس المصري حسني مبارك يقدم التنازل تلو الاخر ولو كان قدم تلك التنازلات قبل سنة 2011 لصنع له الشعب المصري تمثالا ، ولكن الشعب المصري رفض كل التنازلات والوعود التي قدمها مبارك في الوقت الذي انهارت فيه كل السلطات الامنية التي حاولت بكل السبل حماية مبارك والدفاع عن بقاءه في السلطة فتدخل الجيش المصري لحفظ الامن ولحماية الثورة المصرية ولم يجد مبارك امامه سوى التنحي
بعد ذلك شعر العقيد الليبي معمر القذافي أن رياح الثورة ستهب في ليبيا لا محالة وأن الدور أت على ليبيا لا محالة وبما أن القذافي كان يعلم أن مصدر تلك الرياح العاتية هو موقع الفيس بوك الذي انشأه شاب يهودي اميركي ، لذلك جمع القذافي شيوخ القبائل وحذرهم مما سماه ( لعب الشباب في الفيس بوك ) وأوحى الى تلك القبائل انهم سيدفعون ثمن لعب اولادهم غاليا ، لكن شيوخ القبائل استلهمو روح الثورة وتجاوز الخوف من الثورة التونسية وشعرو أن القذافي نفسه بدأ يشعر أنه في لحظاته الاخيرة ، وبدأ الشباب فعلا في لعبة الفيس بوك وكانت كلمة السر في تلك اللعبة هي 17 فبراير ، وبالفعل لم يتأخر الشعب الليبي وحول تلك اللعبة الى ثورة عاصفة ولم تغرب شمس 17 فبراير الا والقذافي وعلمه الاخضر وكتابه الاخضر وكل اللون الاخضر خارج المنطقة الشرقية بالكامل فاصبح القذافي وجنودة غرب منطقة البريقة ، لكن القذافي لم يستسلم لرياح الثورة بل حاول أن يهاجمها بكل الاسلحة التي تستخدم في الحرب على العدو فقام بشن حربا طاحنة على شعبه وبأدارة ابنائة واقرباءه ، فلم يجد الشعب الليبي أمامه سوى حمل السلاح للدفاع عن نفسه ، وبما ان الحرب لم تكن متكافئة بين الطرفين فقد طلب الثوار التدخل الدولي لحماية الشعب من المذابح التي يقوم بها القذافي وابناءه ، وبعد ثمانية اشهر من قيام الثورة في ليبيا انتهى القذافي وعائلته نهائية مأسوية جدا لم يكن يريدها الشعب الليبي ولكن ارادها القذافي ، وقتل القذافي في مشهد طغت عليه الفوضى التي صنعها القذافي طوال 42 سنة وذلك في 20 اكتوبر 2011 ،
اما الثورة اليمنية والثورة السورية والثورة البحرينة فقد سلمتها سنة 2011 الى سنة 2012 لتقوم بتدبير امرها .
وكما شهدت سنة 2011 ربيعا عربيا ، كذلك شهدت خريفا قاسيا للقاعدة واعضاءها ، فقد شهدت سنة 2011 مقتل الكثير والكثير من قادة القاعدة ومنهم قادة بارزين جدا مثل انور العولقي ، والرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد الظواهري وهو عطية عبد الرحمن ، ولكن مقتل زعيم القاعدة اسامة بن لادن كان هو الابرز على الاطلاق وكاد أن يكون الحدث الاهم في سنة 2011 لولا احداث الربيع العربي التي غطت على كل الاحداث

ابورفاد العليي

Post a Comment

0 Comments