تابعت
على مدى يومين متتالين برنامج ( مصر تقرر ) الذي يقمه المذيع المحترم جدا محمود مسلم
على قناة الحياة 2 ، في اليوم الاول كان يستضيف اثنين من الضيوف احدهما يتبع لجماعة
الاخوان المسلمين والثاني يتبع للسلفيين ، وفي اليوم الثاني استضاف البرنامج المتحدث
بأسم حملة ( لازم حازم ) التي تصر اصرارا بالغا على ( تشريب ) الشعب المصري حازم ابواسماعيل
ولو باستخدام القوة ، وحين تم فتح الاتصالات الهاتفية من المواطنين فوجئت بالهجوم الكاسح
والمكثف للمواطنين المصريين على الاخوان والسلفيين ، وبعضهم كان يعرب عن ندمه الشديد
لانتخابه لحزب الحرية والعدالة ، والبعض الاخر كان يقول انه انخدع تماما في التيار
الاسلامي ولم يتوقع انه بهذا السوء ، والغريب ان كل الاتصالات وعلى مدى يومين متتالين
لم يكن فيها ولا اتصال واحد يتعاطف مع التيار الاسلامي .
ولو
اضفنا الى ذلك ما يتردد كثيرا في الشارع المصري من المواطنين بقولهم ( لقد اكتشفنا
حقيقة الحزب الوطني في 30 سنة ، واكتشفنا حقيقة الاسلاميين في 30 يوم فقط ) وهذا يدل
ان الشعب المصري يستطيع الافاقة من الغيبوبة بسرعة اكثر مما يتوقع البعض كما انه لن
يظل منخدعا بالاخوان والسلفيين وبمتاجرتهم بالدين .
وكثير
ما حذرنا في مقالات سابقة من هولاء الذين يتاجرون في الدين من اجل الوصول لمأربهم ،
كما اننا توقعنا أن ينكشف امرهم سريعا ، لكنني كنت اقصد بسريعا عدة سنوات ، ولم اتوقع
ابدا ان ينكشف امرهم بهذه السرعة .
والشعب
المصري الذي اكتشف هولاء وعرف حقيقتهم لن يسمح ابدا بأفغنة أو صوملة مصر ولا بتحويل
القاهرة الى قندهار يحكمها الملا حازم ابواسماعيل الذي يكاد يجن من اجل الوصول الى
السلطة ويتمسك بها بكل ما اوتي من قوة ويتشبث بها اكثر بكثير مما يتشبث بدينه ، ولا
يهمه أن تخرب مصر مقابل وصوله للسلطة ، وانظر الى شعار اتباعه الذي يقول ( لازم حازم
) فكلمة لازم حازم تدل على منهج هولاء في التفكير وكأنهم يريدون الزام الشعب المصري
بحازم ابواسماعيل ، الذي كان يحاول شيطنة امريكا وتكفيرها وتصويرها كعدو للعرب والمسلمين
ويجب محاربتها ثم نكتشف ان اشقاءه امريكيون ووالدته امريكية يدفعون الضرائب للحكومة
الامريكية وابناءهم يحيون كل صباح العلم الامريكي .
والغريب
والمثير للسخرية ان اتباع ابواسماعيل يصدقون أن العالم كله يعادي ابو اسماعيل ويخشى
وصوله للسلطة ، وكأن ابو اسماعيل هو المهدي المنتظر الذي سيحقق المعجزات ، كما ان حازم
ابو اسماعيل نفسه الذي كان يهاجم القانون الوضعي الكفري ويريد استبداله بالشريعة الاسلامية
( كما يزعم ) اظهر للجميع حنكته بالقانون ومعرفة ثغراته وقدرته على التلاعب به ، بتلك القضية التي خدع به اتباعه قبل غيرهم وهي
التي اقامها ضد وزارة الداخلية لتسليمه جنسية والدته ، وهو ما حكمت به المحكمة ، واعتقد
بعض الجهلاء ان الامور حسمت لصالح ابو اسماعيل ، وما لا يعرفه هولاء هو ان اي مواطن
مصري يستطيع رفع دعوى قضائية ضد وزارة الداخلية مثل تلك التي رفعها ابواسماعيل والنتيجة
واحدة ومؤكدة وستحكم المحكمة لصالح المواطن ضد وزارة الداخلية .
اقول
لاتباع ابو اسماعيل واشباههم أن الشعب المصري كشف حقيقتكم سريعا وعراكم من ورقة التوت
التي تتسترون بها ولن يسمح لكم بتحويل مصر الى صومال اخرى ويعرف انكم موهومون بالخلافة
الوهمية التي لا وجود لها سوى في عقولكم الممتلئة بالاوهام والخزعبلات ، فالشعب المصري
اقام الثورة لا من اجل ابواسماعيل والمرشد وغيرهم ، الشعب المصري اقام الثورة من اجل
أن تتطور مصر وتأخذ مكانتها الحقيقية بين دول العالم ، أما انتم فأقول لكم كما قلتم
لخصومكم من قبل موتو بغيظكم
0 Comments