حركة النهضة والقرارات القذافية

على طريقة معمر القذافي ، قامت حركة النهضة المهيمنة على نظام الحكم في تونس باتخاذ قرارا ارتجاليا مثيرا للسخرية ويعد صورة طبق الاصل من قرارات معمر القذافي الارتجالية المعروفة .

فقد قررت حركة النهضة وعلى نحو مفاجئ بالسماح لمواطني دول المغرب العربي بالدخول الى اراضيها ببطاقة الهوية الشخصية مع حق الاقامة و العمل والتملك ، دون التشاور مع الدول المعنية ، وهي الخطوة التي اظهرت مدى السطحية والسذاجة التي تفكر بها حركة النهضة التي يفتقد اعضاءها الى ادنى درجة من الخبرة السياسية ولا يوجد بها عضوا واحدا فقط يستطيع ادارة احد المحلات التجارية في تونس ، فما ظنك بالدولة التونسية .

وحسنا فعلت الجزائر حين قابلت ذلك القرار النهضوي السطحي بالرفض الاقرب منه الى السخرية من القرار ، فالجزائر دولة مسئولة تفكر بعقلية الدولة القانونية المسئولة عن قراراتها وحفظ امن شعبها ، بعيدا عن السطحية واوهام دولة الخلافة او قل دولة ( الخرافة ) الاخوانية ، وهذيان وخترفة حركة النهضة المغيبة فكريا .

ولاعطاء مثلا مبسطا للمواطن المغاربي البسيط الذي قد لا يدرك نتائج مثل ذلك القرار السطحي نقول ان من نواتج هذا القرار من الممكن ان يأتي احد المجرمين مثلا من مدينة وجدة المغربية او وهران الجزائرية فيقترف جريمته في سوسة التونسية ثم يعود الى وهران او وجدة فكيف ستستطيع الحكومة التونسية القبض عليه حتى ولو عرفت اسمه وعنوانه بل وقد يظهر علنا ويخرج لسانه للحكومة التونسية دون ان تقدر ان تتخذ معه اي اجراء .

وهذا مجرد مثال بسيط لأن النتائج اكثر كارثية من ذلك خصوصا على صعيد مكافحة الارهاب والهجرة غير الشرعية وغيرها من المشاكل التي يعاني منها المغرب العربي ، واسالو الشعب الليبي عن نتائج مثل هذه القرارات الكارثية .

المضحك المثير للسخرية بل وللاستهزاء بالقرار ، ان حركة النهضة بدل ان تأتي بنماذج ناجحة من اوروبا او شرق اسيا ، من اجل تنمية تونس وافادة الشعب التونسي ، اتت بنماذج قذافية خالصة ، واستنسخت قرارات القذافي الفاشلة ، وكأنها تبحث عن التجارب الفاشلة وليس التجارب الناجحة .

والغريب ان حركة النهضة لم تتشاور مع الدول المعنية مباشرة بالقرار وهو ما يثبت تأخرها في التفكير حتى عن معمر القذافي ، وسطحيتها الشديدة وسذاجة التفكير التي يتميز بها اعضاءها  من اكبرهم حتى اصغرهم .

فهل يعقل ان تتخذ دولة قرارا بشأن دولة اخرى دون التشاور مع تلك الدولة ؟ اين عقولكم يا ابناء الغنوشي ؟

اعتقد ان الشعب التونسي بانتظار الانتخابات القادمة