Looking For Anything Specific?

header ads

من مهازل الفيسبوك العربي


هي تجد ( وليس تقرأ ) منشوراً تافها لأحدهم مكون من كلمتين غالباً يقول فيه صاحبه ( صباح الخير ، أو أنه يشعر بالحزن ، أو السعادة ، أو يتناول عدس ، أو فرحٌ فخور بأكل كيك ، أو أنه يتثائب ، أو يضرط ....الخ ) .
تضع تعليقاَ .
يأتي أحدهم وصورة بروفايله نجم ( هوليودي ) وسيم ربما لا يعرف حتى إسمه ، ويتجاهل كل التعليقات ويعمل ( لايك ) على تعليقها ثم يضع تعليقاً أسفل تعليقها وغالباً يكون بصيغة الإستفهام حتى ترد عليه صاحبتنا ، مثلاً ( ماذا تقصدين ؟ ، أو كيف هذا ؟ ... الخ ) .
تعود هي وتعمل ( لايك ) لتعليق صاحبنا ، وترد عليه بتعليق آخر وتخرج له لسانها وكأنها تعرفه من قبل تأسيس الفيس البوك .
يعود صاحبنا كطائر المساء الضائع مستأنساً بإخراج اللسان ويعمل لها لايك سريع ، ثم يعلق بضحكة طويلة مصطنعة .
يرسل لها طلب صداقة .
توافق بسرعة .
يعمل لايكات على كل منشوراتها ، ويرسل لها رسالة على الخاص ليتعرف عليها .
تضعه في قائمة المقربين .
( هل إنتهت المهزلة ؟ .. لا .. إستمر في القراءة ، فالمهزلة مستمرة ).
يرسل لها رسالة حب مع ذلك القلب الأحمر الفيسبوكي اليتيم .
ترد عليه بقلبين من نفس النوع .
يخبرها بأنه متيم بها وعاشق ولهان لا يستطيع الصبر من غيرها حتى لحظة .
ترد بأن قلبها لم يعرف له الحب طريقاً إلا بعد صداقتك الإسطورية .
( وطبعاً صديقنا مارك لم ينسى هذه النوعية من البشر فصمم لهم قلباً أحمراً يلجأون إليه ) .
ثم .
وينك حبيبي ( مع قلب أحمر ) .
إشتقتلك حياتي ( مع قلب أحمر ) .
ثم إعلان إرتباط إلكتروني ( مثير للسخرية )
وبإسفل الإعلان تبدأ مهزلة التبريكات .
ألف مبروك مع قلب أحمر .
مبروك مع قلبين حمر .
و في التعليقات كل الأسماء تبارك ( آلهة إغريقية ، رسل الأديان ، زوربا اليوناني ، جيفارا ، إينشتاين .... الخ ) .
كل الآلهة والفلاسفة وثوار العالم وأحرارهم يباركون إرتباط الوهم المتخفي بالوهم المتبدد .
( الوهم إرتبط بالوهم والأوهام تبارك ) .
( هل إنتهت المهزلة ؟ .. لا.. إستمر في القراءة ، فالمهزلة مستمرة ).
بعد الإرتباط تتواصل نفس النغمة
وينك حبيبي ؟ .
أشتقتلك حياتي .
لا يوجد غير هذا الكلام ولا يوجد غير ذلك القلب الأحمر .
فيعيدون ويكررون نفس الكلام ، ويتلقفون القلب الأحمر بينهم وكأنهم يتلقفون الكرة .
حتى ينادي منادِ بينهما يومئذ ( عفواً لقد نفد رصيدكم العاطفي )
وهنا تتغير نغمة الكلام .
من هذا الذي تضحكين له في التعليقات ؟.
مجرد صديق .
من تلك التي وضعت لك قلباً أحمر ؟ .
مجرد صديقة .
لماذا قلت ؟ لماذا قلتِ ؟ لماذا فعلت ؟ لماذا فعلتِ ؟ .
هل تذكرين حين قلتِ كذا وكذا ؟ .
هل تذكر حين قلت كذا كذا ؟ .
فيشعر كلاهما بالملل من الآخر فينفصلا .
( هل إنتهت المهزلة ؟ .. لا.. إستمر في القراءة ، فالمهزلة مستمرة ).
وتبدأ صاحبتنا في الحديث عن تجربتها الفاشلة في الحب ، وكيف تعرضت للظلم البيّن ، وكيف قاست الأمرين ، وكيف تحولت حياتها إلى جحيم لا يطاق ، وشعرت بالقهر والعذاب والألم ( يالاالمسكينة ) .
وربما ستكتب مذكراتها حول هذه التجربة القاسية .
أي تجربة هذه يا أم المهازل ؟ .
قصتك هذه من بدايتها وحتى نهايتها وبكل أحداثها وتبريكاتها الوهمية لا قيمة لها .
( سندوتش شاورما ) أعلى قيمة منها .
على الأقل ساندوتش الشاورما رائحته شهية وطعمه لذيذ وغني بالبروتين ، أما قصتك التافهة فلا رائحة ولا طعم لها ، وفقيرة بكل شيء .
( هل إنتهت المهزلة ؟ .. لا .. المهزلة مستمرة .. تابعها على الفيسبوك )
.

Post a Comment

0 Comments