يحتد الجدل في ليبيا هذه الايام حول الفيدرالية وهل هي
في صالح المواطن الليبي ؟ أم هي في غير
صالحه ؟ ويدور النقاش ويشتد ويحتد بين مؤيد للفيدرالية ، مناديا بتطبيقها ،
ومعارضا لها ، متوجسا خيفة ، قلقا على مصير ليبيا .
والواضح ان اكثر المواطنين لا يعرفون الكثير عن
الفيدرالية ، واعتقد أنه ليس من العيب أن يجهل العامة الكثير من الامور عن
الفيدرالية ، ولكن العيب كل العيب أن يجهل من يعتقد نفسه من المثقفين ابسط
المعلومات عن الفيدرالية ، تلك المعلومات البسيطة التي قد يعلمها العامة من الناس
فكيف يجهلها من يدعي الثقافة ؟ !!! .
والطريف المضحك أن يخلط هولاء ( المرتعبون
من الفيدرالية ) خلطا فاضحا فاحشا
بين الاستقلال التام والفيدرالية ، ومن المفارقات الغريبة أن يتفق هولاء مع معمر
القذافي في عداءه الكامل للفيدرالية في ليبيا ، واعتماده المركزية ، كما أن هولاء ( المرتعشون من
الفيدرالية ) يتجاهلون وربما
يجهلون جهلا مخزيا أن ليبيا كانت في الاصل فيدرالية بين ثلاث مناطق وهي ( برقة ، فزان ، طرابلس ) وقد اثبتت التجربة الفيدرالية
نجاحها التام في عصر الملكية السنوسية في ليبيا ، فما العيب ؟ ثم ما العيب في
العودة الى ذلك النموذج الناجح ؟
أما الضربة القاضية الموجهة الى اولئك (
الفزعون القلقون من الفيدرالية )
هي أن الفيدرالية هي التي ينص عليها الدستور الليبي
الاصلي الذي تم تدوينه في سنة 1951 م بعد استقلال ليبيا ، ذلك الدستور الذي حمل
علمه ثوار 17 فبراير واصبح ذلك العلم ذو الثلاثة الوان مرفوعا في كل ارجاء ليبيا
.
لقد عانى المواطن الليبي المعاناة المرة بسبب المركزية
التي انشئها معمر القذافي وكانت منطقة برقة هي الاشد معاناة وتهميشا ، وبعد ذهاب
معمر القذافي مازالت برقة تعاني من التهميش التام المستمر بل ربما ازداد تهميشها
عن قبل والمواطن الليبي لا يمكن ان يصبر على هذا التهميش كما صبر على ذلك التهميش
40 سنة ، كما ان الفيدرالية اثبتت نجاحها في كل الدول التي عملت بها ولا توجد
تجربة فيدرالية واحدة في العالم فاشلة ، والاهم من ذلك انها نجحت في ليبيا نفسها
نجاحا تاما ، والاشد والاكثر اهمية ان الدستور الليبي يفرض الفيدرالية لذلك فاعلان
الفيدرالية هو امر دستوري 100% .
والسؤال الى كل مرعوب من الفيدرالية : لماذا العلم الليبي يحمل ثلاثة الوان ؟
ابورفاد العليي
