تشهد الساحة الاعلامية العربية الان فوضى ليس لها مثيل وخصوصا بعد ما حدث في تونس واصبح الجميع ينعق بما لايسمع . واختلط الحابل بالنابل والعلماني بالديني والتطرف بالاعتدال واليميني باليساري . وتحول الجميع لا فرق فيهم بين علماني وديني ويميني ويساري ومتطرف ومعتدل جميعهم تحولو الى ابواق فتنة تسعى للزج بالشعوب العربية المسكينة الى المحرقة والفوضى التي لن تجلب على الشعوب العربية الا الخسارة المحتمة . فبعد افغنة الصومال وصوملة العراق هاهي ابواق الفتنة تنعق لعرقنة تونس البلد الهادئ الاّّمن . الغريب والغريب جدا ان الكتاب الذين كانو يعارضون بشدة العمليات الانتحارية ويرفضونها رفضا تاما ويقفون بقوة وبصرامة في وجه من يدعو لها ويؤيدها ويرفضون وصف من يقوم بها بالشهيد . هم انفسهم الان الذين يطلبون من المواطن العربي بأن يحرق نفسه ويصفون من يفعل ذلك بالشهيد . فيالا العجب!
والغريب والمثير للدهشة ايضا ان الذين يقفون بقوة في وجه قانون اجتثاث البعث في العراق وينتقدونه بشده هم انفسهم الذين ينادون الان باجتثاث التجمع في تونس ويهللون لهذا الاجتثاث ويرون انه من شيم الثورة . فيالا العجب العجاب ! والاغرب ان الذين يطلبون من المواطن العربي ان يحرق نفسه ليكون شهيدا في سبيل الوطن هم انفسهم عرب وبما انهم عرب فلابد ان حاكمهم عربي اي انهم في الهم سواء فلماذا لا يفعل هو ويحرق نفسه قبل ان يطلب من الاخرين فعل ذلك ؟ لماذا لا ينال هو هذا الشرف العظيم ويفوز بهذه الشهادة ويحرق نفسه في سبيل الوطن ؟ فعجبا !
اما علماء الدين الذين كان بعضهم يصدر فتوات بتحريم العمليات الانتحارية . فاصبحو الان يمتدحون حرق النفس ويهللون له والغريب ان هذا الامتداح اصبح خاليا من الايات والاحاديث . فلاول مرة ارى علماء الدين لا يستندون الى الايات ولا الى الاحاديث . وفي المقابل اول مرة ارى العلمانيين يستعملون كلمة شهيد بهذه الطريقة . فما الفرق بين الديني والعلماني ؟ وما الفرق بين الانتحاري والمنتحر ؟ وما الفرق بين من يدعو للقيام بعمليات انتحارية ومن يدعو لعمليات حرق النفس ؟ وما الفرق بين اجتثاث البعث واجتثاث التجمع ؟ وما الفرق بين المالكي في العراق والمرزوقي في تونس ؟ يا ايتها الشعوب العربية احذري ثم احذري ثم احذري من ابواق الفتنة .
ابورفاد العليي الكناشي