اولا اشكر كل من تفاعل مع المقالة قبل السابقة التي كانت بعنوان ( التجربة العلمانية والتجربة الاسلاموية ) سواء بالسلب أو بالايجاب والحمد لله أن اغلب ردود الافعال كانت ايجابية وايجابية جدا فاشكر كل من ارسل لي من خلال صفحتي على الفيس بوك ، والحقيقة انني لم اتوقع ان تلقى تلك المقالة كل هذا التفاعل ، ولقد قدمت في تلك المقالة امثلة للعديد من التجارب الاسلاموية الفاشلة مثل تجربة افغانستان التي لم تجعل افغانستان دولة متخلفة فحسب وانما جعلتها لا دولة ، وكذلك تجربة الصومال التي تحولت بفضل الاسلاميين من جمهورية الموز الى جمهورية العوز ، وكذلك تجربة الجزائر التي رأينا فيها الرؤس تقطع بالفؤوس ، وتجربة غزة التي جعلت المواطن الغزاوي يتحول من مصدر للخضروات الى اوروبا عبر اسرائيل الى مواطن مسكين ينتظر سفينة مساعدات قد تعصف بها امواج البحر او امواج الجيش الاسرائيلي ، ولم اتطرق الى التجربة الاسلاموية الفاشلة في السودان التي حكمت السودان منذ عام 1989 حين قام الاسلاميون وبالتحديد ( الجبهة الاسلامية القومية ) بقيادة الدكتور حسن الترابي وبالتحالف مع العسكر المتأسلمون بقيادة عمر حسن البشير في الثلاثين من شهر يونيو سنة 1989 بالانقلاب على حكومة الصادق المهدي لتشهد السودان بعدها اسوأ عصورها على الاطلاق فلقد شهدت السودان تحت حكم الاسلاميين مشاكل لا حصر لها في الجنوب والشمال والشرق والغرب سياسية واقتصادية وحتى ديموغرافية ناهيك عن الانشقاقات والانقسامات والانشطارات والخلافات التي حدثت بين الاسلاميين أنفسهم واصبحو يتغدو ببعضهم ويتعشو ببعضهم الاخر ويكفي السودان انها فقدت تحت حكم البشير مكانتها كاكبر دولة عربية وافريقية ، ويكفي السودان تحت حكم البشير انها فقدت جزءَ هاما وحيويا وفاعلا وقطعة غالية جدا من ارض السودان ، ويكفي السودان تحت حكم البشير أنها فقدت جزءَ من الشعب السوداني ، ويكفي السودان تحت حكم البشير حرب الجنوب التي اودت بحياة الكثير من الشعب السوداني ، ويكفي السودان تحت حكم البشير مشكلة دارفور في غرب السودان التي شغلت العالم اجمع ، ويكفي السودان تحت حكم البشير مشاكل بورتسودان في الشرق ، ويكفي السودان تحت حكم البشير أنه اشعل حربا خاسرة مع مصر من اجل حلايب وشلاتين ، ويكفي السودان تحت حكم البشير انها جلبت العقوبات الاقتصادية الدولية على السودان ، ويكفي السودان تحت حكم البشير أن البشير لا يستطيع السفر الى اي مكان في العالم خوفا من القبض عليه وتسليمه الى محكمة الجنايات الدولية ، ويكفي السودان تحت حكم البشير المشاكل التي لا حصر لها بين قبائل السودان ، هل هذا الرئيس يشرف السودان ؟ هل يعقل أن يصبح رئيس الدولة غير قادر على السفر الى اي مكان لا في الداخل ولا في الخارج ؟ هل يعقل أن يقابل رئيس وزراء ايطاليا الهواجس الاقتصادية بالاستقالة وبالمقابل يقابل البشير العقوبات الاقتصادية بقوله ( العقوبات تحت الجزمة دي ) ! أن السودان دولة افريقية هامة جدا ولها تاريخ ضارب في القدم ولها اهمية استراتيجية بالغة والعالم كله يعرف ذلك فهل يعقل ان يحكمها رجل مثل البشير منذ 89 والى متى ؟
يجب أن يتخلص الشعب السوداني من عمر البشير ، فزين العابدين بن علي الذي ثار عليه الشعب التونسي افضل الف مرة من عمر البشير ، وحسنى مبارك الذي ثار عليه الشعب المصري افضل الف مرة من عمر البشير ، فلماذا لا يقوم الشعب السوداني على هذا البشير لتقف الكوارث عند هذا الحد ، أن الثورة السودانية ضرورة ملحة وحتمية لا ريب فيها
ابورفاد العلي
0 Comments