تحدثنا في مقال سابق عن ان الثورة
السورية من الخطأ وضعها بين يدي الجامعة العربية وأنظمتها المتخلفة والعاجزة عن
ايجاد الحلول حتى في داخلها فما بالك بثورة شعب مثل الشعب السوري ، وقلنا أن كل ما
تفعله الجامعة العربية لن يجدي ابدا ولن يجلب سوى الكثير من العناد والتعنت من قبل
النظام السوري خصوصا وأن كل العقوبات التي تصدرها الجامعة العربية عقوبات هزلية
وغير مؤثرة بالمرة ،
لذلك فيجب على السيد برهان غليون التوجه
باوراق الثورة السورية الى مكان اخر غير هذه الجامعة بازلامها الديكتاتورية ،
وقد يقول البعض أن المشكلة ليست في رفض
المجلس الوطني السوري للتدخل الدولي ولكن المشكلة أن التدخل الدولي اصلا مستبعد ،
ولكني ارى ان هذا القول غير صحيح وهو ناتج أن تصور البعض ان التدخل الدولي قد يكون
مماثل للنموذج العراقي ، أو حتى للنموذج الليبي وهذا خطأ لأن التدخل الدولي في
سوريا له طرق متعددة وسيكون نموذجا جديدا خاصا بسوريا ومتطابقا مع وضع سوريا الخاص
، وقد يقول قائل أن هذا كلام نظري فكيف يتم تطبيقه على ارض الواقع ، اقول ان
تطبيقه على ارض الواقع سهل جدا فمثلا يقوم الجيش السوري الحر المنشق عن نظام الاسد
بالثورة المسلحة مماثلة لما حدث في ليبيا من الشعب الليبي نفسه ، وحينها ستكون
الثورة السورية ذات شقين شق مسالم تماما من قبل الشعب نفسه وشق محارب من قبل الجيش
السوري الحر وحين يبدأ الجيش السوري الحر عملياته المنظمة في الدفاع عن الشعب
السوري يقوم المجتمع الدولي بمساندة هذا الجيش ودعمه المادي والعسكري والقيام
بعمليات جوية خاطفة لمساندة الجيش السوري الحر والعمل على ترجيح كفة الجيش السوري
الحر وهو بالضبط ما حدث من قوات الناتو حين ساندت الثوار في ليبيا ضد كتائب
القذافي وترجيح كفة الثوار على كتائب القذافي ولولا تلك المساعدة من حلف الناتو
لأكتسحت قوات القذافي الثوار في ايام معدودة ، فهذا هو السيناريو الافضل للثورة
السورية وهي الطريقة العملية لحسم الثورة السورية وبالتأكيد أن حسم الثورة السورية
قد يأخذ وقتا اطول مما حدث في ليبيا لكن النهاية ستكون حاسمة كما أن هذا هو الخيار
الوحيد فليس ثمة خيارات اخرى تختصر الوقت وتحسم الثورة السورية
ابورفاد العليي